تصادق السنور والغراب صداقة يغبطها الاصحاب
احبه بالقلب حباجما واختاره اخا يزيل الهما
وخصه بالصفو في الاخاء واجتمعا في العسر والرخاء
وبينما السنور يسعى عجلا ابصرخله الغراب مقبلا
فسرقلبه وقرت عينه وقال اهلا بالصفي وده
اني لم اراك منذ مده قدبلغ الشوق لدي حده
وبمكارم الخصال ذكره فجلس الخلان تحت الشجرة
فبينما هم يتحدثان ويذكران سالف الازمان
اقبل فهد خلقه عظيم اليهما وشره وخيم
ففزع السنور حين ابصره وطار مسرعا لاعلى الشجره
وارتعدت فرائص السنور خوفا من البغي وخوف الجور
فنظر المسكين للغراب وقال جد ياافضل الاصحاب
بحيلة توصل للخلاص كحيلة من حيل ابن العاص
فاسرع الغراب في التنقيب بحثا على الخلاص للحبيب
فطاركالبرق له التهاب لقصد راع معه كلاب
يرعى قريبا من مكان الشجرة فصوتالغراب حتى اضجره
يناوش الكلاب ثم تتبعه بحيلة منه ونهج يبدعه
فلم يزل تتبعه الكلاب همها اخذ الثار والعقاب
حتى رات فهدا عظيمايرصد امامه السنور وهومزبد
فطوقته وارتمت جميعا عليه حتى قدهوى صريعا
فنهشت لحمه نهشا عجبا لنهم ومزقته اربا
وسلم السنور حينما احتذى بحيلةالغراب من ذاك الاذى
قال له مثلك من يدخر لكل شر مدلهم يحدر
فهذه القصة فيها العبر لكل حازم ذكي يبصر
ففيها ان سمة الصديق وصدقه يعرف عند الضيق
وتعرف الاخوان والخلان ان حل كرب اوجفا الزمان
ان الصديق من تراه صادقا يفرج الكرو ب والمضايقا
ولا يرى مفرطا مقصرا ان رمته في بذل مال اوقرى
فانه ليس الخليل من نكل عن خله وحبه اذااتكل
قال ذو الحكمة والانباء لاخير في الاخاء